الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الكتاب الورقي يخوض معركة بقاء

صورة الخبر: E.Book يغزو العالم
E.Book يغزو العالم

العام 2010 كان عاماً انقلابياً على الكتاب الورقي، ونتوقف عند بعض الارقام: مبيعات الكتب الالكترونية وصلت الى 613 مليون كتاب في الصين وإلى 966 مليون دولار في الولايات المتحدة (بارتفاع 203 في المئة)، ودور النشر الاميركية تتوقع أن يصل الرقم الى 3 مليارات دولار في الأعوام الخمسة المقبلة. أما في بريطانيا فإن الحبر الالكتروني بات يحتل 11 في المئة من مساحة المبيعات والتقديرات تقول انه سوف يتضاعف في العام المقبل. ماذا تعني هذه الأرقام؟

انه زمن الـ E.Book، أي الكتاب الالكتروني، وهو مصطلح جديد في عالم التقنية الحديثة يقصد به الملفات النصية التي تشبه في ترتيبها الكتب المطبوعة. وفكرة الكتاب الالكتروني تعود الى مطلع التسعينيات من القرن الفائت، وأحد مبتكريها هو بوب ستاين الذي عقد مقارنة بين القراءة من خلال الشاشة الالكترونية والقراءة في الكتاب الورقي ليخلص الى ان القراءة الالكترونية أقرب منالاً وأكثر تميزاً.
ومن الواضح أن الانترنت أسهم في انتشار الكتب الالكترونية، عدا التقدم الكبير في مجال الطباعة وتخزين المعلومات الكترونياً واسترجاعها، بحيث أصبح شراء الكتب الالكترونية مألوفاً في مواقع التجارة على الشبكة العالمية. وأحجام الكتب تتراوح بين مئات من "الكيلوبايت" وأكثر من مئة "ميغابايت" في بعض الحالات، وعامل الملفات (صوت، صورة وفيديو) يزيد بالطبع من أحجام الكتب.
هل يزول الكتاب الورقي؟
أصحاب دور النشر يقولون ان الكتاب الالكتروني، ولو انتشر، لن يتمكن من الغاء الكتاب المطبوع، لأن اجهزة الحاسوب (الكمبيوتر) ستظل محصورة في طبقات اجتماعية معينة، والكتاب الورقي سيظل هو المرجع، خصوصاً للباحثين المدققين، لأن الاقراص الليزرية تتلف بسرعة وتتعرض للفيروسات في المستقبل، ثم ان حقوق الملكية الفكرية تظل قائمة، وكل ما يحصل من تقدم تكنولوجي، ومهما طالت الأزمان، لن يزحزح الكتاب المطبوع عن عرشه. والظن الراجح أن الكتابين الورقي والالكتروني سوف يتعايشان حتى إشعار آخر.

أرقام
رغم هذه المقولة فإن الارقام ذات دلالة خاصة، والأرقام تقول ان تقنية الحبر الالكتروني المتطورة جذابة فعلاً، بحيث ان الكتب الالكترونية تريح النظر ومعها تسهل القراءة وسهولة التصفح وحتى التعليق، الامر الذي أشعل سوق الكتب الالكترونية على نحو غير مسبوق، بصورة خاصة في الولايات المتحدة.
تقرير أصدرته منظمة النشر الاميركية (في 15/4/2011) يؤكد أن الكتاب الالكتروني سبق نظيره الورقي على مستوى المطالعات كما على مستوى المبيعات. التقرير يوضح أن مبيعات ما يقارب الـ 16 دار نشر أميركية، وحتى شهر شباط (فبراير) 2011، وصلت إلى 95,3 مليون دولار مقارنةً بشهر فبراير من العام الماضي (2010)، أي بارتفاع يقدر بـ 203,3%. ويقول نايجل نيوتن، المسؤول التنفيذي لدار النشر بلومزبيري، وهي واحدة من أكبر دور النشر في الولايات المتحدة: إنني ومنذ الآن بتّ على يقين بأن مبيعاتنا من الكتب الإلكترونية، حتى نهاية العام الحالي 2011، سترتفع 45 مرّة أكثر من العام الفائت، وستشكّل بالتالي 22% أكثر من إجمالي مبيعاتنا في الدار للمرّة الأولى. ويضيف: إن العام الجاري سيكون الكتاب الإلكتروني متفوقّاً.
واستناداً إلى دراسة أجراها موقع فوردستر الأميركي، فلقد بلغت مبيعات الكتب الإلكترونية في الولايات المتّحدة 966 مليون دولار خلال العام الفائت 2010، ومن المتوقع أن تصل إلى 3 مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وتقرّ "المؤسسة المحدودة لتسويق الكتب" في بريطانيا بأن تعداد الكتب الورقية المباعة في البلاد قد انخفض من 344 مليون كتاب بقيمة 3,76 مليارات دولار في العام 2008 إلى 339 مليون كتاب قيمتها 3,5 مليارات دولار في العام 2010. وفي كانون الثاني (يناير) 2011 أقرت التقارير البريطانية أن أكثر من 3,3% من مقتني الكتب في بريطانيا لجأ إلى شراء كتاب إلكتروني واحد بنسبة ارتفاع بلغت 1% عن ايلول (سبتمبر) 2010.
وفي اليابان، وهي في المناسبة السوق الأكبر في العالم للمعلوماتية التواصلية وعالم الكتاب والنشر، حيث يبلغ حجم التداول فيها 28 مليار دولار، فإن مسيرة الكتاب الإلكتروني تتحرك وبقوة ملحوظة في اتجاه غلبتها الكاسحة للكتاب الورقي. فبحسب مركز "يانو" للأبحاث في طوكيو من المتوقع أن تفوق مبيعات الكتاب الإلكتروني الضعف في غضون الأعوام الثلاثة المقبلة، خصوصاً بعدما بدأ "الآي باد" يغزو صناعة الكتب والنشر في اليابان.
أما في أوروبا، خصوصاً في فرنسا وألمانيا، فإن التنافس، أو على الأصح الصراع، على أشدّه بين ثقافة الكتاب الإلكتروني وثقافة الكتاب الورقي، مع الاتجاه طبعاً لرجحان كفة الأول على الثاني. ويقول ألكسندر سكيبيس المدير التنفيذي لبورصة تجّار الكتب الألمان في فرانكفورت إن الكتب الرقمية ستزداد خلال الأعوام المقبلة في ألمانيا. وقد أنشأ اتّحاد دور النشر الألمانية موقعاً إلكترونياً يضم 24 ألف كتاب رقمي وتشارك في الموقع غالبية دور النشر الألمانية. أما في فرنسا فيستمر عدد الكتب الإلكترونية المباعة عبر المنافذ الإلكترونية بنسبة تفوق 45% من مجموع مقتني الكتب وقرائها.
أين العرب من طفرة الكتب الإلكترونية التي تجتاح العالم؟
العالم العربي (كالعادة) يلهث وراء آخر مقطورة من القطار السريع لهذه التكنولوجيا القرائية الجديدة التي تجتاح العالم، وذلك رغم أن عدواها الإيجابية جداً أصابت العديد من المؤسّسات النشرية العربية. إذ تُسجَّل قلة مستخدمي الإنترنت العرب، مقارنة بالعدد الهائل للسكان في البلدان العربية، علاوة على ضعف البنية الأساسية لشبكات الاتصالات العربية. ثم، قبل ذلك وبعده، ان حركة التأليف والنشر العربية وأرقام كتبها هي في الأصل متواضعة جداً إذا ما قيست بنظيراتها، ليس في البلدان الغربية وبلدان آسيا المتقدمة فقط، وإنما في دول العالم الثالث الأكثر فقراً وأميةً؛ ولذلك هي متراجعة جداً. ومستهلكو الكتب العرب يتراجع رقم تعدادهم أيضاً، وذلك بحسب آخر إحصاء أجراه مركز بحثي تونسي توصل إلى أن ما يزيد على 100 ألف مواطن عربي يطّلعون على نسخة واحدة من كلّ مطبوع فقط. وإذا ما اكتفينا بهذا القسط من جَلد الذات، نقول في المقابل إن الكتاب الإلكتروني بدأ يكتسب جمهوراً عربياً لابأس به، وخصوصاً على مستوى الفئات العمرية الشبابية. وتطوّر الأمر حتى بتنا نرى بين ظهرانينا الآن "كتّاباً إلكترونيين" ثم "اتحاداً لكتّاب الإنترنت العرب".
وقد بدأنا نشهد قيام العديد من المواقع الخاصة بالكتب الإلكترونية العربية، ولا سيما في بيروت والقاهرة. إذ تتصدر بيروت، وحتى اليوم، أعلى اللائحة في ما يتعلق بالمواقع الإلكترونية التي توفّر كتباً إلكترونية. ومن بين المواقع التي تزدحم بها الشبكة العنكبوتية التي تنشر كتباً على شكل PDF ويتميّز موقع www.arabicbook.com بكونه "الموقع الأول والوحيد في العالم العربي الذي يحتوي على أعداد هائلة من الكتب العربية ويصون حماية الملكية الفكرية في الوقت نفسه"، على حدّ تعبير الإعلامية اللّبنانية كلود صليبا، التي استفسرت بدورها من مدير العمليات في الموقع المذكور حميد فواز عن الشراكة بين الموقع وشركة adobe.com التي تؤمّن الحماية المطلوبة فأجابها بأن "القارىء يستطيع شراء الكتاب، لكنه لا يستطيع نسخه أو طبعه أو توزيعه أو نقله إلى كمبيوتر آخر".
ورغم أن حركة المبيع لا تتعدى الـ 35%، إلا أن هذه التكنولوجيا تحتاج عربياً إلى المزيد من الوقت كي تنتشر وتستثمر أكثر. في مصر وبحسب "رويترز" يسجّل إقبال هائل من دور النشر على بيع إصداراتها الورقية إلكترونياً، خصوصاً عبر موقع سوق.كوم Souq.com، ويجذب الموقع دور نشر عديدة نظراً لقدراته التكنولوجية واللوجستية، بدايةً من خدمات الدفع الإلكتروني ووصولاً إلى تسليم المنتج للمستهلك بصورة مباشرة.
وتختلف نسب الأفراد الذين يطلبون كتباً إلكترونية بين دولة وأخرى، وذلك بحسب، أولاً، مدى انتشار الثقافة الإلكترونية نفسها، وثانياً بحسب القدرة الشرائية للفرد هنا وهناك.

المصدر: الكفاح العربي

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على E.Book يغزو العالم

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
11690

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
المزيد من أخبار الكمبيوتر من شبكة عرب نت 5
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار الإنترنت والكمبيوتر
روابط مميزة